قال الخبير في برمجة النظم الاقتصادية والاجتماعية إن أهم الآثار المباشرة للاستثمار الذي يجذبه أي منطقة هي العمالة وإنتاج القيمة المضافة والدخل والرفاهية والتكنولوجيا والقدرة التنافسية. ان جذب المستثمرين ینمي عن القدرات والمواهب البيئية والسوقية المناسبة ، وأن المحافظة التي تهدف إلی جذب المستثمرین يجب أن تبذل جهودًا لتوفیر هذه القدرات وتحفيز المستثمرین و فتح مجالات واسعة في هذا الصدد.
فيما يتعلق بأسباب فشل محافظة «همدان» في هذا المجال، قال «حسين كاشفي» أن هناك بعض العوامل فيما يتعلق بالقضايا النفسية لأهالي محافظة همدان و هي أن أهالي هذه المحافظة لیسوا قوما خطرین و تابع قوله: هذه الميزة أكثر بروزًا بين المستثمرين في همدان ، لأن ربحية الاستثمار هي المعيار لأدائهم.
و قال مؤکدا على وجود احتياطي نقدي جيد في المحافظة : "إن اضطراب السوق (السلع ، المال ، العملة ، رأس المال) قد زاد المستثمرین نفورا من المخاطرة لانعدام الأمن الإقتصادي للظروف السائدة وفقا للأوضاع الوطنية والإقليمية والدولية".
وقال «كاشفي» مشیرا إلی أن وجود موارد بشرية متعلمة وفعالة ، فضلاً عن المدخرات المتراكمة للناس لدی البنوك ، تتیح فرصا مناسبة لحضور المستثمرین : تصلب النظام الإداري هو أحد الأسباب التي يمكن ذكرها في محافظة همدان كعقبة في طريق المستثمرين، و لا تنبع هذه المشكلة من القواعد ، ولكن من نقص خبرة المسؤولين في تطبيق القواعد.
قال خبيرالتخطيط للنظم الاقتصادية والاجتماعية مع أنني لا أنوي التشاؤم والابتزاز، لكن هناک الأشخاص الذین يدخلون هذا المجال لتشجيع الاستثمار، قد لا يمتلكون الخبرة اللازمة في هذا المجال ، و أشار إلی أن معظمهم غير الأصليین ، لذلك ربما يكون أحد الأسباب هو نقص الانتماء والتحفيز الإقليمي من جانب هؤلاء.
وأكد أن أي عملية تؤدي إلى العائد المربح و المبکر علی الإستثمار تتطلب اليوم خبرة عالية ، وقال: "إن تحديد السوق وتوازنه والتعرف على القضايا المتعلقة بالعرض والطلب تتطلب الوقت والتعليم والمعرفة".
وفي إشارة إلى متطلبات الاستثمار الناجح ، قال «كاشفي»: "إن الخطوة الأولى في هذا الصدد هي أن يكون لديك عقل منفتح ورؤية واضحة بعيدة عن وضع حدود ضیقة الأفق أمام المستثمرین، وهو الأمر الذي ليس هو الحال في محافظة «همدان».
وأشار إلى أن عدم وجود سوق محلي لبعض المنتجات في المحافظة يمكن أن يكون سببًا آخر لفشل الاستثمارات في مدينة همدان قائلا: إن ثقافة قياس السوق و کفاءتها هي إحدى أولويات عمل المستثمر.
وذكر خبير التخطيط للنظم الاقتصادية والاجتماعية أن الاستثمار الناجح يمكن أن يكون من العوامل الحافزة لتنمية المحافظة ، مشيراً إلى أنه في محافظات مثل محافظة همدان ، إذا أردنا نقل قطار الاستثمار ، لابد من التعرف علی صلة هذه القاطرة بقطاعات أخری لها أهمیتها في هذا المجال.
من خلال التأكيد على ضرورة التعرف على قاطرة التنمیة والتطوير في كل محافظة ، ذکر «الكاشفي» نماذج من قاطرة التنمیة في مدن العالم المختلفة، منها السیاحة في باریس ، والأسواق المالية في نیویورک ، أو التجارة في باناما.
وقال یجب تحدید أحد مجالات السياحة والاحتياطيات المتراكمة في البنوك والقوى العاملة والصناعة وغيرها کقاطرة للقطار الاستثماري في محافظة همدان. لكننا لما ننجح في تنفيذ هذه الخطط حتی الآن.
وفي النهاية قال خبير التخطيط للنظم الاقتصادية والاجتماعية: عدم الإهتمام بتنفيذ محاور تطوير الاستثمار کقوة دافعة للنشاط الإقتصادي في المحافظة هي العقبة الرئيسية أمام الاستثمار.